الاثنين، يونيو 30، 2008

جدل حول الدبلوماسية

8/11/1428هـ الموافق 18/11/2007م العدد 12834 جريدة الجزيرة
صفحة ( عزيزتي الجزيرة )

جدل حول الدبلوماسية

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك -سلمه الله-.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. كثيراً ما أقرأ في الجزيرة مصطلح الدبلوماسية وتعقيباً عليه أقول: تثير جدلاً قضية المصطلح الأجنبي في مقالات الإعلاميين والأدباء المثقفين والنقاد الموسوعيين فضلاً عن المصطلح العربي فتتعدد المفاهيم وتبدو الإشكاليات حتى ليصعب على المتخصصين في تحديد معاني المصطلح تحديداً دقيقاً وبيان مفاهيمه وما تؤول إليه ظواهره واستعمالاته، ويكمن ذلك في النقل والترجمة للكلمات سواء كانت من أصل روماني أو إنجليزي أو فرنسي أو عربي، وبالترجمة بينهما وتكوينها لدى المشتغلين بالثقافة والإعلام والسياسة وتلقيها بالقبول أو الرفض وأكثرها جدلاً عند بعض الأدباء السعوديين لضعف لغتهم الإنجليزية وليستبين ذلك في مقالاتهم مهما تهيأت لهم وسائل الترجمة، وليس معنى هذا أن نضعهم في مكان المقارنة أو المراغمة عندما يتأثر بعضهم ببلاغة أدباء مصر كالعقاد وطه حسين وغيرهما، حيث تمكنهم من اللغة الإنجليزية أو الفرنسية فترجموا لنصوص أدبية وتأثرت بها ذائقتهم كما تأثر بهم بعض من مثقفينا فتصيب أساليبهم مما ينجم عنه من الإبداع والفكر والثقافة وأثر التلقي.. والمصطلحون لا زالوا مشتغلين بعلم المصطلح ومن ذلك مصطلح الدبلوماسية، فقد كان تعريف د. سموحي فوق العادة في كتابه الدبلوماسية الحديثة بطبعته 1973م تعريفاً طرأ بعد تغيرات في العمل الدبلوماسي الحديث وكما في كتابه معجم الدبلوماسية والشؤون الدولية بطبعته 1974م ثلاثي اللغة إنجليزي - فرنسي- عربي فقد كان هناك بحث ناقد له ومشروع معجمي ومصطلحي من تجربة أزيد من عشر سنوات قدمته ليلى المسعودي كباحثة ومنسقة لمجموعة من الباحثين على إنجاز قاموس عربي - فرنسي خاص بالحقل الدبلوماسي، جاء هذا ليملأ الفراغ الذي يعاني منه هذا المجال، واتضح للباحثين من خلال التجربة أننا لا زلنا نفتقد أشد الافتقاد إلى مؤلف معجمي بسيط ودقيق، وكان ذلك بعد اطلاعهم على قوائم المصطلحات التي تصدرها بعض الهيئات المختصة كهيئة الأمم والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والأسئلة المطروحة بواسطة الحاسوب لمختلف قواعد البيانات وما أجري من أبحاث في المكتبات فلم يجدوا فيها مؤلف معجمي واحد في مجال الدبلوماسية والصعوبة الثانية تحليل وضبط مفهوم الدبلوماسية من زوايا ثلاث من اشتقاقها ومن سياقها ومن زاوية موسوعية فالأولى تاريخ اشتقاق الكلمة من اللاتينية حتى تطورت ومن تركيبها على نحو الدبلوماسية الثنائية والدبلوماسية متعددة الأطراف.. إلخ ومن زاوية الموسوعية الشكل والوظيفة يمكن القول إن هذا المفهوم يشمل السياسة الخارجية للدول والوسائل السلمية لتسوية النزاعات الدولية ومختلف سبل التفاوض ومبادئ اللياقة واللباقة والمودة التي تطبع العلاقات بين الدول مع الحفاظ على مصالحها الخاصة واحترام قواعد التشريفات الدولية ومختلف صيغها المحلية.. إلخ. التاريخ والدبلوماسية قضايا المصطلح والمنهج فمصطلح الدبلوماسية متنوع ومتعدد يجمع بين الفن والعلم له تاريخ روماني وبيزنطي حتى تلقاه من تلقاه إلى يومنا هذا ولست هنا بصدد تكرار ما ذكر على صفحات الجزيرة. ففي قاموس بنغوين للعلاقات الدولية (كثيراً ما تستخدم هذه الكلمة خطأ كمرادف للسياسة الخارجية ففي حين يمكن وصف تلك الأخيرة بوصفها مادة علاقة الدولة مع الآخر وأهدافها ومواقفها فإن الدبلوماسية هي الأدوات التي تستخدم لإنفاذ تلك الأمور فهي معنية بالحوار والمفاوضات وبهذا المعنى فهي ليست مجرد أداة للدولة بل هي أيضاً مؤسسة من مؤسسات نظام الدولة ذاته) بيد أن صاحب السمو الملكي الأمير د. فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود عرفها في كتابه الدبلوماسية والمراسم الإسلامية بأنها: (عبارة عن أسلوب اتصال الحكومات بعضها بالبعض الآخر من خلال ممثليها ويشمل كافة أساليب ووسائل مباشرة العلاقات الخارجية بمختلف جوانبها وعلى اتساع المنظومة الدولية) وذكر أن هذا هو الأقرب إلى الواقع الحالي للعلاقات الدبلوماسية المعاصرة وتمثل عناصر العمل الدبلوماسي الحديث.

الاتصال الثقافي الصيني السعودي


06 صفر 1429 الموافق 13/2/2008م العدد 12921 جريدة الجزيرة
صفحة ( الرأي )

الاتصال الثقافي الصيني السعودي
ماذا لو تعلم الصينيون اللغة العربية؟

تقول السيدة: (وو جينغيا) حرم سفير الصين بالرياض (إن اللغة العربية من اللغات الرسمية في الأمم المتحدة غير أنها ليست معروفة لدى الشعب الصيني مثل اللغة الإنجليزية أو اللغة الفرنسية) مجلة الدبلوماسي. أما اللغة الصينية فيوجد الآن ثلاثون مليون نسمة خارج الصين يتعلمونها ويتوقع بحلول عام2010 أن يزداد عدد المتعلمين لها إلى مائة مليون نسمة، وفي عام 1996م قد وضعت الصين قانون التعليم المهني لتعزيز التعليم العالي والحاسوبي والمهني والتعليم الخاص، وتعد الأولى في العالم من حيث عدد الطلبة الدارسين بالخارج لعام 2004م ، وقد ضعف تعليم اللغة العربية مؤخراً في الصين لما يعتقده الطلاب بأن سوق العمل الصيني لا يتطلب تعلم العربية فغاب عنهم مفهوم تعلمها لأبعاد معيشية بحتة، فهل يمكن نشر الوعي أكثر بأهمية تعلمها دون مقارنة بأي لغة بل ليكتشف الدارس أسرار اللغة العربية وأهميتها في الاتصال الثقافي والاقتصادي وتسهيل بعثات الطلبة الصينيين لجامعات المملكة. لقد كانت ثقافة الصين الكبيرة من الثقافات المنغلقة عن الثقافات المجاورة والثقافات العربية ردحاً من الزمن فلما دخلها الإسلام بالتسامح وبالأخلاق الحميدة في القرن السابع الميلادي عبر الطريقين الحرير البري والبحري (سميا واشتهرا بهذا الاسم لنقل الحرير عبرهما للبلدان العربية) ومن خلال احتكاك التجار المسلمين العرب بالشعب الصيني اعتنق كثير منهم الإسلام وبلغ عدد المسلمين الآن ما يزيد عن عشرين مليون نسمة في عشر قوميات من أصل ست وخمسين قومية مثل قومية هوى والويغور وقلة من القوميات الأخرى، ويقدم الآن أدباؤها عطاءهم ويزخر إنتاجهم الأدبي بأكثر من ذي قبل بكل أطياف الأدب وألون الإبداع في الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرحية ومع الأسف لا زلنا نفتقد لهذا الأدب لعدم ترجمة النصوص من الصينية إلى العربية مباشرة، وأغلب النصوص تنقل ترجمتها من لغات أخرى مع أنه أنشأ أعضاء هيئة التدريس جمعية الأدب العربي، وهناك فصول دراسية في بعض الجامعات لتعلم العربية ولكن بدأ الطلاب مؤخراً كما ذكرت العزوف عن تعلمها، فماذا لو تعلم الصينيون اللغة العربية؟ وماذا لو تعلم الناطقون بالعربية اللغة الصينية؟. لقد كان توقيع اتفاقية التعاون التعليمي والتربوي بين وزارة التعليم العالي بالمملكة وبين الصين في في بكين عام 2002م دعماً وركيزة لتعلم اللغتين وامتداداً وتواصلاً بين البلدين حيث أقيمت بالرياض عدد من المناسبات الثقافية منها (الأسبوع الثقافي الصيني) و(معرض الطريق الحريري البحري) و(أسبوع الأطعمة والفنون اليدوية الصينية) و(معرض رسول السلام - لرحلات تشنغ خه البحرية) ومشاركات في (العروض الشعبية) في المناسبات التي تقيمها أمانة منطقة الرياض، وعقد المؤتمر الأول للتعريف بالحضارتين الصينية والعربية في بكين قبل سنتين ويأتي الآن المؤتمر الثاني (ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية) الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام في شهر ذي القعدة من العام الهجري المنصرم بالرياض تنفيذاً للأمر السامي الكريم، فهل ستشهد هذا المؤتمرات حظاً أوفر لمستقبل العلاقات الثقافية. لقد حظي المؤتمر الثاني بكثير من العناية والاهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، والمؤمل أن ترى توصيات المؤتمر أكثر واقعاً، فمما ينشده المشهد الثقافي والتعليمي السعودي أن تفتتح كليات ومعاهد لتعليم اللغة الصينية، حيث ستكون من اللغات الأوسع انتشاراً والمهمة في ظل العقود الاستثمارية مع الشركات الصينية وتعزيز التعاون الأكاديمي بين البلدين ببعثات الطلبة السعوديين لدراسة التخصصات بلغة البلد الصينية واستثناء تمديد فترة دراسة اللغة عن المعتاد لغيرها وقد وضعت الصين اختبار توفل خاص بلغتها، وبما أن قطاع الأعمال الاقتصادي يشهد نمواً مشتركاً فهذه دعوة للغرفة التجارية الصناعية لتخصيص أحد ملتقيات شباب الأعمال عن تجربة الصين الاقتصادية خاصة والشرق عامة ودعوة لرجال الأعمال لأن يكون لهم مشاركة ودعم في ظل التنافسية التجارية العالمية لهذه الاتفاقيات التعليمية والوعي الاجتماعي بسهولة تعلم الصينية وتكمن مفاهيم صعوبتها في قراءة رموز اللغة وهذا يتلاشى مع الممارسة وأما المحادثة فهي الأسهل، وصناعة قاموس ومعجم عربي صيني وصيني عربي ورقي وإلكتروني صوتي، وإيجاد آليات ثقافية وتعليمية وتجارية متوازنة بين البلدين، وقد يكون هناك ماهو قائم وموجود وبحاجة لتطويره وتيسيره للمتلقي، وهناك ما يدعو لدراسة مشاريع مشتركة تعليمية وثقافية ومتوازنة أكاديمياً في طب الأعشاب والتغذية والصيدلة واقتصادية في القطاع العمراني والصناعي والبحري وتبادل التجارب الأكاديمية والتكنولوجية.